واشار تبرائيان في مقابلة اجرتها معه مراسلة وكالة مهر للأنباء ، الى ان زمرة المنافقين كانت لها اتصالات مع نظام البعث العراقي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران عن طريق القائم بالاعمال العراقي والملحق الثقافي بالسفارة العراقية آنذاك ، حسب اعترافات احد اعضاء زمرة المنافقين المدعو احمد رضا كريمي.
واشار الباحث بالتاريخ المعاصر الى الخيانات التي ارتكبها "المنافقون" ضد الشعب الايراني وعمالتهم لاسيادهم الغربيين ، وقال : انهم يستغلون اي فرصة للنيل من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واوضح انه حسب الوئائق الموجودة فان النظام البعثي طلب خلال الحرب المفروضة على ايران ، من ممثل زمرة المنافقين عباس داوري ان يعد تقريرا عن تأثير القنابل الكيميائية العراقية على فصيلة دماء سكان منطقة ايرانية ، مما يدل على الصلة الوطيدة بين نظام صدام وزمرة المنافقين.
ولفت تبرائيان كذلك الى ان المنافقين كان لهم دور ايضا في ارتكاب مجزرة الحجاج الايرانيين التي ارتكبها النظام السعودي في عام 1987.
واشار الباحث الايراني بالتاريخ المعاصر الى ان المنافقين كانوا يرسلون بالتقارير الى المسؤولين العراقيين حول اماكن التفجيرات الارهابية التي يقيمون في العديد من مناطق طهران واعداد الضحايا ، كما انهم قاموا بزرع اجهزة تنصت متطورة خلف جبهات القتال كانوا قد استلموها من النظام البعثي العراقي، للتجسس على القوات الايراني، اضافة الى انهم كانوا يتصلون بالمستشفيات على انهم ذوي الجرحى لمعرفة اعداد المصابين في العمليات العسكرية وتقديم تقرير بذلك الى النظام الصدامي.
وتطرق الى غزو صدام للكويت وعملية عاصفة الصحراء التي قامت بها امريكا بقيادة تحالف مكون من 33 دولة لاخراج القوات الصدامية من الكويت ، حيث ارغمت صدام على الاستسلام بعد مائة ساعة من بداية العمليات البرية واصبح العراق خاضعا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، مشيرا الى ان قوة القنابل التي القيت على الشعب العراقي خلال 38 يوما من تلك الحرب تعادل سبعة اضعاف القنبلة الذرية التي القيت على مدينة هيروشيما اليابانية ابان الحرب العالمية الثانية.
واشار الى ان التحالف الامريكي استخدم في تلك الحرب اسلحة غير تقليدية مازالت نتائجها مستمرة من خلال المواليد الجدد المشوهين في العراق بالرغم من مرور اكثر 20 عاما.
ولفت الدكتور تبرائيان الى انه خلال 35 عاما من حكم البعث للعراق اعتبر نحو 7/5 مليون عراقي في عداد المفقودين نتيجة الممارسات القمعية للنظام البعثي.
واوضح ان انطلاق الشرارة الاولى للانتفاضة الشعبانية للشعب العراقي عام 1991 جاءت بعد قيام احد الجنود العراقيين المتذمرين من سياسات صدام وانسحابه من الكويت ، باطلاق النار على لوحة جدارية لصدام في مدينة البصرة ، وكانت بمثابة تفجير للغضب الكامن في صدور العراقيين ضد الطغمة البعثية الحاكمة ، وسرعان ما انتقلت الانتفاضة الشعبية الى بقية المدن مثل الناصرية والعمارة والنجف وكربلاء لكنها لم تستمر لاكثر من اسبوعين بعد خيانة الامريكا والانظمة الرجعية في الخليج الفارسي التي سمحت لصدام بسحق الانتفاضة ، حتى ان قوات صدام قتلت حوالي 3800 شخص في منطقة بين الحرمين في كربلاء وضربت الحرم الحسيني بالمدفعية ، ومازالت لحد الآن تكتشف المقابر الجماعية لضحايا الانتفاضة الشعبانية، حتى ان السفير الامريكي في العراق صرح فيما بعد ان احد اكبر اخطاء امريكا في العراق انهم تركوا الشعب العراقي لحاله في هذه الانتفاضة مما ادى الى ارتكاب جرائم الابادة من قبل نظام صدام.
وقال الباحث بالتاريخ المعاصر : خلال الانتفاضة الشعبانية سيطر الشعب العراقي على 14 محافظة ، وحينها شعرت الرجعية العربية بالخطر ومارست الضغوط على امريكا التي بدورها لم تكن ترغب بحدوث ثورة اسلامية اخرى في المنطقة بالرغم معارضتها لنظام صدام الدكتاتوري ، ولهذا السبب سمحت القوات الامريكية لطائرات ومروحيات الجيش الصدامي بقصف المناطق المنتفضة في منطقة حظر الطيران التي حددها التحالف الغربي.
ولفت الى انه حسب الوثائق الموجودة فقد استشهد نصف مليون عراقي خلال الانتفاضة الشعبانية ، في حين التزمت المنظمات الدولية ووسائل الاعلام الصمت تجاه هذه الكارثة.
وقال الدكتور تبرائيان : ان البعض يتساءل لماذا لم يحاول الشعب العراقي الاطاحة بنظام صدام ، وجواب هؤلاء انهم لا يعرفون كم كان صدام قسي القلب ويمتلك نزعة وحشية.
واكد الباحث بالتاريخ المعاصر ان زمرة المنافقين ساعدت نظام صدام في قمع الانتفاضة الشعبانية للشعب العراقي وعملت كطابور خامس للنظام البعثي ، وقال : ان محضر اول اجتماع بين مسعود رجوي زعيم زمرة المنافقين والفريق صابر الدوري رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العراقي ، يبين ان الاخير يثني على دور مجاهدي خلق اثناء قمع الانتفاضة الشعبانية ويشكر رجوي على ذلك.
كما ان اللقاءات التي جرت بين صدام ورجوي والتي تم تسجيلها بالكاميرات السرية تبين الاموال التي تم تقديمها الى رجوي ، فصدام كان يتوقع من خلال من هذه المساعدات ، ان يقدم المنافقون خدمات لنظامه ، وهذه التوقعات كانت جميعها ضد الشعب الايراني والجمهورية السالامية الايرانية.
يذكر ان الدكتور صفاء الدين تبرائيان استاذ جامعي ومؤلف للعديد من كتب الدراسات التاريخية ، ونال جائزة "جلال آل احمد" في مسابقة الكتاب السنوية في ايران ، على كتابه الانتفاضة الشعبانية./انتهى/
تعليقك